{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}
المفردات:
هداها : رشدها وتوفيقها إلى الإيمان .
حق القول مني : ثبت قضائي وسبق .
الجنة : الجن .
التفسير:
لو شاء الله لمنح كل نفس تقواها وإيمانها لكنه ميز الإنسان بالعقل والإرادة والاختيار وهداه النجدين وبين له الطريقين وأرسل له الرسل وأنزل الكتب وبين له أدلة الإيمان في هذا الكون ومخلوقاته وحركات الليل والنهار والنوم واليقظة وشروق الشمس وطلوع القمر وارتفاع السماء وانبساط الأرض وخلق البر والبحر والهواء والفضاء والنبات والرياح وسائر المخلوقات كل هذه أدلة تأخذ بيد الإنسان إلى الإيمان والهداية عن تبصر وتفكر .
لكن الكافر أو الفجر يرفض استخدام عقله وفكره ولبه ويقاوم سبل الهداية ويصر على الكفر والفجور والكنود وقد أقسم الحق سبحانه أن يملأ جهنم بالعصا ة واتباع إبليس كما ان المؤمنين أهل لطاعة الله في الدنيا ودخول جنته في الآخرة .
جاء في تفسير القاسمي ما يأتي:
{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ...} أي: تقواها .
{ولكن حق القول مني ....} أي: في القضاء السابق .
{لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} أي سبق القول حيث قال تعالى لإبليس عند قوله: ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ( الحجر: 39-40 ) فرد عليه سبحانه قال: فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين .( ص: 84-85 ) .
أي فبموجب ذلك القول لم يشأ إعطاء الهدى على العموم بل معناه عن أتباع إبليس الذين هؤلاء من جملتهم حيث صرفوا اختيارهم إلى الغي والفساد ومشيئته تعالى لأفعال العباد منوطة باختيارهم إياها فلما لم يختاروا الهدى ،واختاروا الضلالة لم يشأ إعطاء الهدى لهم وإنما آتاه الذين اختاروه من النفوس البارة فيكون مناط عدم مشيئة إعطاء الهدى في الحقيقة سوء اختيارهم لا تحقق القول أفاده أبو السعود . vii
وفي تخصيص الجن والإنس في قوله تعالى: لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين .إشارة إلى أن الله عصم ملائكته من عمل يستوجبون به جهنم .