/م62
المفردات:
طلعها: ثمرها .
رؤوس الشياطين: في قبح المنظر ونهاية البشاعة ،والعرب تشبه قبح الصورة بالشيطان ،فتقول: وجه كأنه وجه شيطان ،كما يشبّهون حسن الصورة بالملك .
التفسير:
65-{طلعها كأنه رؤوس الشياطين} .
إن ثمرها في قبح منظره ،وهول رؤيته شبيه برؤوس الشياطين ،والعرب تتخيل صورة الشيطان قبيحة لا تعدلها صورة أخرى في ذلك ،فيقول لمن يَسْمُونه بالقبح المتناهي: كأن رأسه رأس شيطان ،وقد سلك امرؤ القيس هذا المسلك ،فشبّه سيفه المسنن بأنياب الغول ،أي أنه سيف بشع في حصد الرؤوس وقتل العداء فقال:
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال .
وعلى العكس من هذا تراهم يشبهون الصورة الحسنة بالملك ،من قبل أنهم اعتقدوا فيه أنه خير محض ،لا شرّ فيه ،فارتسم في خيالهم بأبهى صورة ،وعلى هذا جاء قوله تعالى حكاية عن النسوة اللائي بهرهنّ جمال يوسف:{فلما رأينه أكبرنه ،وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم} . [ يوسف: 31] .