/م67
المفردات:
أشرقت: أضاءت ،وشرقت طلعت .
بنور ربها: بما يقيمه في الأرض من الحق والعدل .
الكتاب: صحائف الأعمال .
بالحق: بالعدل .
التفسير:
69-{وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون} .
أشرقت أرض المحشر بنور عدل الله تعالى ،وعظيم بهائه وسلطانه .
{ووضع الكتاب ...} .
أي: وضعت صحائف أعمال العباد بين يديه ،وقد سجل فيها الحسنات والسيئات ،فالسعداء يأخذون كتبهم باليمين ،والأشقياء يأخذون كتبهم بالشمال .
قال تعالى:{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} . ( الإسراء: 13 ، 14 ) .
{وجيء بالنبيين والشهداء ...} .
يجمع الله الرسل أجمعين إلى موقف الحشر ،فيسألهم: بماذا أجابتكم أممكم ؟قال تعالى:{يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم ...} ( المائدة: 109 ) .
وجيء أيضا بالشهود الذين يشهدون على الأمم من الملائكة الحفظة التي تقيّد أعمال العباد .قال تعالى:{وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} . ( ق: 21 ) .
أي: سائق يسوقها للحساب ،وشاهد يشهد عليها .
وكذلك يجاء بالشهداء المؤمنين الذي استشهدوا في سبيل الله ،فيشهدون يوم القيامة بالبلاغ على من بلّغوه فكذّب بالحق ،كما ذكر ذلك القرطبي في تفسيره .
لقد أفادت الآية أن الأرض تحولت إلى ساحة للقضاء ،تجلّى فيها نور الجبار سبحانه وتعالى ،ووزّع على كل إنسان كتابه ،وفيه صحائف أعماله ،ثم قال تعالى:{وقضي بينهم ...} وقُضِيَ بين العباد بالعدل والصدق .
{وهم لا يظلمون} .
أي: لا يبخس من ثوابهم ،ولا يزاد في عقابهم ،بل يكون الجزاء عادلا ،من عند الإله العادل .
قال تعالى:{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} . ( النساء: 40 ) .
وقال تعالى:{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} . ( الأنبياء: 47 ) .