المفردات:
الأسباط: جمع سبط وهو الحفيد والمراد بهم: حفدة يعقوب- عليه السلام- أو أبناؤه الاثنا عشر وذراريهم .فإنهم حفدة إبراهيم وإسحاق .
وقيل الأسباط- كالقبائل في العرب: ولد إسماعيل .وقد بعث منهم عدة رسل .فالمراد: أوحينا إلى الأنبياء منهم ،إذ ليسوا جميعا أنبياء .
زبورا: أي: مكتوبا وهو الكتاب المنزل على داود عليه السلام .ويسمى: المزامير في العهد القديم .
التفسير:
163- إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ...الآية .
تمهيد:
حكى الله تعالى في الآيات السابقة جرائم اليهود ومنها: كفرهم بعيسى ومحمد وزعمهم أنهم صلبوا المسيح .
ثم ذكر هنا أن الإيمان بجميع الرسل شرط لصحة الإيمان ،وأنه سبحانه أرسل سائر الرسل مبشرين ومنذرين ،ثم دعا النصارى إلى عدم الغلو في شأن المسيح باعتقادهم فيه أنه ابن الله ،أو ثالث ثلاثة ،فليس هو ابن الله كما يزعم النصارى ،وليس ابن زنى كما يزعم اليهود ،فكلا الفريقين واقع بين الإفراط والتفريط .
وتفيد هذه الآية أن الله أرسل الرسل ،وأنزل عليهم الكتب ،وليس محمد صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل ،فقد أوحى الله إليه كما أوحى إلى الرسل جميعا من عهد نوح إلى عهد محمد ،وكلهم رسل أرسلوا للتبشير والإنذار ،للإعذار للناس قبل الحساب .
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ...
إنا أوحينا إليك يا محمد بكلامنا وأوامرنا ونواهينا ،كما أوحينا إلى نوح وإلى سائر الأنبياء الذين جاءوا من بعده .قال الجمل: ( وإنما بدأ الله تعالى- بذكر نوح- لأنه أول نبي بعث بشريعة ،وأول نذير على الشرك ،وكان أول من عذبته أمته لردهم دعوته ...وكان أطول الأنبياء عمرا ...) .
والكاف في قوله: كما نعت لمصدر محذوف و( ما ) مصدرية أي: إنا أوحينا إليك إيحاء مثل إيحائنا إلى نوح- عليه السلام- والنبيين من بعده .
أي: أوحينا إليك يا محمد كما أوحينا إلى نوح والأنبياء من بعده .
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .وقد خص الله هؤلاء الأنبياء بالذكر تشريفا وتعظيما لهم .
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .وخص داود بالذكر ونص على إعطائه الزبور للإشعار بعظمته وعظمة ما فيه لأن كل ما فيه تسبيح وتقديس وحكم ومواعظ .