21-{أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق} .
من شأن القرآن أن يتنقل بالمشاهد من بين مشاهد الآخرة إلى مشاهد التاريخ ،فقد كان قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وأمثالهم يملكون أسباب العزة والقوة ،وتمكنوا في الأرض ،وتركوا فيها آثارا تدل على قوتهم وتفوقهم ،ثم عتوا عن أمر الله ،وكذبوا رسلهم ،واشتد عنادهم ،فلم ينفعهم ما هم فيه من تقدم وعمران ،بل عاقبهم الله بسبب كفرهم ،وأهلكهم بسبب عنادهم ،ولم يكن لهم مانع يمنعهم من عذاب الله .
قال ابن كثير:
{وما كان لهم من الله من واق} .
أي: ما دفع عنهم عذاب الله أحد ،ولا ردّه عنهم راد ،ولا وقاهم واق . ا ه .
والآية تحذير لأهل مكة ،وتهديد ووعيد .
كما قال تعالى:{ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ...} ( الأحقاب: 26 ) .
وقال تعالى:{وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ...} ( الروم:9 ) .