/م23
المفردات:
إني عذت بربي: استعذت واستجرت واعتصمت بربّي ،يقال: استعذت بالله وعذت به معاذا وعياذا: اعتصمت .
التفسير:
27-{وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب} .
سمع موسى برغبة فرعون في قتله ،فالتجأ إلى الله وتحصّن بجنابه ،واستمدّ منه المعونة والحفظ ،وخاطب موسى قومه في غيبة فرعون ،وقال لهم: إني أستعيذ بالله ،والجأ إليه ،و أتحصّنُ بالرجاء فيه ،والمعونة منه ،فهو ربّي وخالقي وربكم ،فضم جماعة المؤمنين إليه إذ تآلف الأرواح له شأن كبير في استجلاب الإجابة ،ومن أجل ذلك شرعت صلاة الجماعة .
{من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب} .
جعل استعاذته عامة ليست لشخص فرعون ،بل لكل من اتصف بصفات الكبر والتعاظم على الإيمان بالله ،فهذا كِبْر من أسوأ أنواع الكبر ،لأن تكبر على المتفرد بالعظمة والكبرياء ،فإذا انضم إلى هذا الكبر عدم الإذعان للحق ،وعدم الإيمان بالبعث والحساب والجزاء ،دلّ ذلك على أنه قد بلغ الغاية في الطغيان ،فمن اجتمع فيه التكبر ،والتكذيب بالجزاء ،وقلة المبالاة بالعاقبة ،فقد استكمل القسوة والجرأة على الله سبحانه .