43-{ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم} .
تأتي هذه الآية في مواساة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وتسليته ليصبر على أذى قومه ،لقد قال قومك عنك: إنك ساحر ،وقالوا: شاعر ،وقالوا: أساطير الأولين اكتتبها ،وغير ذلك ،ومن قبلك قال الكافرون للرسل:{لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ...} ( إبراهيم: 13 ) .
ووقف الكفار موقفا مشابها في تكذيب الرّسل ورفض دعوتهم ،وقذفهم بالتهم المختلفةالمختَلَقَة ،فاصبر ،والله ذو مغفرة واسعة للمؤمنين ،وذو عقاب للكافرين ،فبيده سبحانه وتعالى الجزاء العادل ،والفضل الواسع لمن آمن ،والعقوبة الرادعة لمن كفر .
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى:{كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} . ( الذاريات: 52 ) .
وأخرج ابن أبي حاتم ،عن سعيد بن المسيب قال: لما نزلت هذه الآية:{إن ربك لذو مغفرة ...} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لولا عفو الله وتجاوزه ما هنّأ أحدا العيش ،ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد".