/م17
المفردات:
درجات: منازل ،واحدها درجة ،وهي المنزلة .
التفسير:
19-{ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون} .
تحدثت آيات سابقة عن نموذج جيد لرجل مؤمن بلغ أربعين سنة ،طلب من الله التوفيق للشكر وللعمل الصالح ،وطلب منه توفيق ذريته للصلاح ،ووعد بالتوبة والدخول في زمرة المسلمين ،ثم تحدثت الآيتان ( 17 ،18 ) من سورة الأحقاف ،عن نموذج رديء منكر للبعث والحشر والجزاء ،مستحق لدخول جهنم .
وهما نموذجان ظاهران:
الأول: مثل أعلى للإيمان والدعاء .
الثاني: مثل رديء للكفر والضلال ،وسَوْق الحجج الزائفة .
وفي هذه الآية رقم 19 بيان أن الجنة درجات بعضها فوق بعض ،ولكل عامل درجة مناسبة لعمله ،وأن للنار دركات في شدة العذاب والسعير ،ولكل كافر جزاء مناسب لكفره وجحوده ،وسيملأ الله الجنة بالعدل والقسطاس ،وسيملأ الله النار بالعدل والقسطاس ،وسيلقى كل عامل جزاء عمله بلا ظلم .
قال تعالى:{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} .( النساء: 40 ) .
وقال عز شأنه:{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} .( الزلزلة: 7 ،8 ) .