/م11
التفسير:
14-{ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما} .
هو سبحانه الملك الحقيقي لهذا الكون كله ،سمائه وأرضه ،وبحاره وأنهاره ،وليله ونهاره ،وشمسه وقمره:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} .( الإسراء: 44 ) .
وهو سبحانه:{يغفر لمن يشاء} .ممن تاب وأناب ،ودخل في محراب الإنابة والرجوع إلى الله ،وفيه حث للمنافقين والكافرين وجميع الناس على الدخول في رحمته الواسعة ،والإنابة والرجوع إليه ،والندم على ارتكاب النفاق والشقاق .
{ويعذب من يشاء} .فلا يقدر أحد على دفع العذاب عنكم إن أراد الله تعذيبكم ،وفيه تحريض لهم على عدم اللجوء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،ليعاملهم على ظواهرهم ويستغفر لهم ،لأن الله تعالى هو المطلع على السرائر ،وبيده وحده المغفرة لمن يشاء ،والعذاب لمن يشاء .
{وكان الله غفورا رحيما} .
أي: كان ولا يزال واسع المغفرة ،سبقت رحمته غضبه ،وفتح أبوابه للتائبين .
قال ابن جرير الطبري: هذا من الله جل ثناؤه حث لهؤلاء الأعراب المتخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،على التوبة والمراجعة إلى أمر الله ،في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ،يقول لهم: بادروا بالتوبة من تخلفكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فإن الله يغفر للتائبين ،لأنه لم يزل ذا عفو عن عقوبة التائبين إليه من ذنوبهم ومعاصيهم من عباده ،وذا رحمة بهم أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد توبتهم منها .