/م1
المفردات:
فالمقسمات أمرا: الملائكة التي تنفذ أوامر الله وقضاءه ،أو الرياح التي تقسم الأمطار بتصريف السحاب .
التفسير:
قال:{فالمقسمات أمرا} .قال: الملائكة .
فالله تعالى بدأ السورة بالقسم بالريح ،التي تذرو الرياح ،وتثير السحاب ،وتهز البحار والأمواج ،وتلقح النبات ،كما أقسم بالسحاب المثقل بالأمطار ،الذي يوزعه الله على عباده .
قال تعالى:{الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} .( الروم: 48 ) .
وأقسم سبحانه بالسفن الجاريات في البحر كالأعلام ،التي تنقل البضائع والتجارة والأشخاص من بلد لآخر ،في سهولة ويسر .
وأقسم عز شأنه بصنوف الملائكة ،ومنهم الموكلون بالأرزاق ،وتوزيع الأمطار والخيرات بأمر الله تعالى ومشيئته .
قال تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 26 ) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 27 )} .( آل عمران: 26 ،27 ) .
وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند تلاوة هذه الآية: ( اللهم ارزقنا وأنت خير الرازقين ،وأنت حسبنا ونعم الوكيل ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
رأي آخر في تفسير الذاريات
من المفسرين من ذهب إلى أن القسم في صدر السورة للرياح وذروها للتراب ،وحملها السحاب وجريها في الهواء بيسر وسهولة ،وتقسيمها الأمطار .