/م19
المفردات:
وكم من ملك: وكثير من الملائكة .
لا تغني شفاعتهم: لا تنفع شفاعتهم شيئا .
لمن يشاء ويرضى: لمن يشاء الله أن يشفع له الملائكة ،ويراه أهلا للشفاعة ،فالشفاعة
تحتاج إلى أمرين: الإذن من الله ،والرضا عن المشفوع له .
التفسير:
26-{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} .
كثير من الملائكة المقربين لا تنفع شفاعتهم شيئا من النفع لأحد من عباده المذنبين ،إلا من بعد أن يأذن الله تعالى في الشفاعة لمن يشاء من أهل التوحيد والإيمان ويرضى عنه ،كما قال سبحانه:{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ...} ( البقرة: 200 ) .
وقال عز شأنه:{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ...} ( سبأ: 23 ) .
فإذا كان ذلك في حق الملائكة المقربين ،فكيف ترجون أيها المشركون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند الله ،وهو سبحانه وتعالى لم يشرع عبادتها ،ولا أذن فيها ؟
لقد حاكمهم القرآن إلى العقل ودخل عليهم من كل باب ،وقدم إليهم الحجج والأدلة على أن هذه الأصنام لا تسمع ولا تجيب ولا تعقل ،ولا تنفع ولا تضر ،ولا يوجد دليل نقلي ولا عقلي على ألوهيتها ولا شفاعتها ،فالشفاعة لله وحده ،ولا يستطيع ملك مقرب أن يشفع في أحد من المذنبين إلا بإذن الله ،وبعد أن يرضى عن المشفوع له .
وأجاز بعض المفسرين أن يكون معنى الآية ما يأتي:
وكثير من الملائكة لا تنفع شفاعتهم إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاؤه منهم بالشفاعة ،ويراه أهلا لها .