/م1
المفردات:
خشعا أبصارهم: ذليلة خاضعة من شدة الهول .
الأجداث: القبور .
التفسير:
7-{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} .
هم يخرجون من القبور في حالة من الذلة والخشوع والخوف ،لأنّ أثر العزّ والذل يتبين في نظر الإنسان .
قال تعالى:{أبصارها خاشعة} .( النازعات: 9 ) .
وقال سبحانه وتعالى:{وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل يَنظرون من طرف خفي ...} ( الشورى: 45 ) .
قل القرطبي:
ويقال: خشع واختشع ،إذا ذلّ ،وخشع ببصره ،إذا غضّه ،وقرأ حمزة والكسائي: خاشعا أبصارهم .
{يََخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} .
يخرجون من القبور مسرعين مطيعين ،كأنهم جراد منتشر منبت في الآفاق ،وإذا نظرنا إلى الجراد في كثرته وتتابعه كأنه حملة قوية ،وكثيرا ما يكون وبالا على الزراعة ،أو ناشرا للآفات ،أدركنا عمق التعبير في الآية .
وقد قال تعالى في آية أخرى:{يوم يكون الناس كالفراش المبثوت} .( القارعة: 4 ) .
قال القرطبي:
فهما صفتان في وقتين مختلفين:
إحداهما: عند الخروج من القبور يخرجون فزعين ،لا يهتدون أين يتوجهون ،فيدخل بعضهم في بعض ،فهم حينئذ كالفراش المبثوت بعضه في بعض ،لا جهة يقصدها .
الثانية: فإذا سمعوا المنادي قصدوه ،فصاروا كالجراد المنتشر ،لأن الجراد له جهة يقصدها .
قال ابن كثير:
كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب جراد منتشر في الآفاق .