/م14
المفردات:
مرج البحرين: أرسل البحرين العذب والملح .
يلتقيان: يتجاوران وتتماس سطوحهما ،لا فصل بينهما فيرأى العين .
برزخ: حاجز .
لا يبغيان: لا يبغي أحدهما على الآخر ،بالممازجة وإبطال خاصته .
التفسير:
19 ، 20 ، 21-{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} .
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ: أرسلهما .
والمعنى: أرسل الله تعالى البحرين – الملح والعذب – وجعلهما يلتقيان في أطرافهما ،كما يلتقي ماء النيل بالبحر الأبيض المتوسط عند دمياط ورشيد ،وهذا الالتقاء والتمازج في الأطراف لم يجعل أحدهما يبغي على الآخر ،فيفقده خاصته ،لأنه تعالى جعل بينهما حاجزا يمنع التمازج الكلّي بينهما .
قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} .( الفرقان: 53 ) .
قال المفسرون:
أما التقاؤهما فيكون عند مصابِّ الأنهار في البحار ،وأمَّا البرزخ الذي بينهما فهو القدرة الإلهية التي منعت أن يبغي الماء الملح على العذب فيحوله إلى ملح ،أو أن يبغي العذب على الملح فيحوله إلى عذب ،فبقي كلاهما يؤدي وظيفته التي خُلق لها .
قال ابن كثير:
والمراد بالبحرين: الملح والحلو ،فالملح هذه البحار ،والحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس ،وجعل الله بينهما برزخا ،وهو الحاجز من الأرض ،لئلا يبغي هذا على هذا ،فيفسد كل واحد منهما الآخر .
فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ .
بأيّ نعم الله تعالى المذكورة في تيسير الماء العذب من الأنهار ،وتيسير الماء الملح من البحار ،ولكل منهما منافع متعددة لكم ،بأيها تكذبان يا معشر الجن والإنس ؟ونقول نحن: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب ،فلك الحمد .