/م31
المفردات:
أقطار: جمع قُطر ،وهي الناحية والجانب ،أي: إن استطعتم أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين من الله فاخرجوا ،ولكنكم لا تقدرون على النفوذ إلا بقوة وقهر ،ومن أين لكم ذلك ؟
إلا بسلطان: إلا بقوة وقهر .
التفسير:
33 ، 34-{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} .
يا جماعة الإنس والجن ،أنتم راجعون إلينا ،خاضعون لأمرنا ،وتحت قدرتنا وحسابنا وجزائنا ،ولا مفرّ لكم ولا مهرب من الحساب والجزاء ،والثواب للطائعين ،والعقاب للعاصين ،فإن قدرتم أيها العصاة على الخروج من جوانب السماوات والأرض فاخرجوا ،والأمر هنا للتهديد ،ومعناه: لن تستطيعوا ذلك ،فالكون كله في قبضة الله ،والملائكة تحيط بأهل الموقف في صفوف تشبه الدائرة ،أي سبع دوائر من ملائكة السماء تحيط بأهل الأرض ،الدائرة الأولى مكونة من ملائكة السماء الدنيا ،والدائرة الثانية من ملائكة السماء الثانية ...،وهكذا إلى الدائرة السابعة من ملائكة السماء السابعة .
{لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} .
أي: لا تستطيعون الخروج إلا بقوة وقهر وغلبة ،وأنى لكم ذلك ؟
جاء في حاشية المنتخب من تفسير القرآن لوزارة الأوقاف المصرية:
ثبت حتى الآن ضخامة المجهودات والطاقات المطلوبة للنفاذ من نطاق جاذبية الأرض ،وحيث اقتضى النجاح الجزئي في زيارة الفضاء لمدة محدودة جدا بالنسبة لِعِظم الكون – بَذْل الكثير من المجهودات العلمية الضخمة في شتى الميادين الهندسية والرياضية والفنية والجيولوجية فضلا عن التكاليف الخيالية المادية التي أنفقت في ذلك ،ومازالت تنفق ،ويدل ذلك دلالة قاطعة على أن النفاذ المطلق من أقطار السماوات والأرض – التي تبلغ ملايين السنين الضوئية – لإنس أو جنّ مستحيل .