{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33} .
{ فبأي آلاء ربكما تكذبان 34} .
{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض} أي تجوزوا أطراف السموات والأرض فتعجزوا ربكم ،أي بخروجكم عن قهره ومحل سلطانه ومملكته حتى لا يقدر عليكم{ فانفذوا} أي فجوزوا واخرجوا{ لا تنفذون إلا بسلطان} أي بقوة وقهر وغلبة ،وأنّى لكم ذلك ؟ ونحوه{[6892]}{ وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء} ويقال:معنى الآية:إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموه ،ولن تعلموه إلا بسلطان ،يعني:البينة من الله تعالى .والأول أظهر ،لأنه لما ذكر في الآية الأولى أنه لا محالة مُجاز للعباد ،عقبه بقوله:{ إن استطعتم ...} الخ .لبيان أنهم لا يقدرون على الخلاص من جزائه وعقابه ،إذا أراده .{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} قال ابن جرير:{[6893]} أي من التسوية بين جميعكم ،بأن جميعكم لا يقدرون على خلاف أمر أراده بكم .
وقال القاضي:أي من التنبيه والتحذير والمساهلة والعفو مع كمال القدرة .