/م20
مكبّا على وجهه: ساقطا عليه لا يأمن العثور .
يمشي سويّا: مستويا منتصبا سالما من العثور .( مثل للمشرك والموحّد ) .
/م20
أفمن يمشي مكبّا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويّا عل صراط مستقيم .
على طريقة القرآن الكريم في التخييل الحسي والتجسيم ،نجد صورة رائعة لإنسان كافر يتنكّب الجادة ،ويكفر بالرسل ،ويغضب مولاه ،وينصرف إلى المعاصي ،حال كونه أعمى البصيرة ،مكبّا على وجهه أشبه بمن وضع وجهه في الأرض وسار معتمدا على يديه لا يبصر الطريق المعتدل ،وإنما يهيم على وجهه ،تأسره الشهوات ،وتستنزفه المعاصي ،حتى يحشر يوم القيامة ،ويتقى بوجهه سوء العذاب يوم القيامة .
أما المؤمن فهو يمشي معتدلا ،مرتفع القامة ،يعرف أين يضع قدميه ،لذلك يمشي في مرضاة ربّه ،ويسير إلى الطاعات وما أمر به الله ،ويبتعد عن المحرمات ،وما نهى عنه الله ،ثم يتساءل الرحمان سبحانه وتعالى: أيهما أهدى سبيلا وأقوم قيلا ،من يمشون في الظلمات ،ويتنكبون الجادة ،وتستهويهم المعاصي والذنوب ؟أمّن يمشون على الصراط المستقيم في طاعة الرحمان في الدنيا ،ثم تتقدمهم أنوارهم وتحفّ بهم عن أيمانهم ،ويهيدهم ربهم إلى الصراط المستقيم في الطريق إلى الجنة ،ورضوان الله رب العالمين في الآخرة ؟والجواب: لا شك أن المستقيم أهدى وأفضل .