/م38
ولا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون .
فالقرآن منهج متكامل للحياة ،يتفق مع الفطرة ويقنع العقل ،أما الكهانة فهي كلمات متناسقة ،لا تكون منهجا محيطا بالكون والحياة كما نجده في القرآن .
فمن الكهانة قول بعض الكهّان:
( والقمر الباهر ،والكوكب الزاهر ،وما في الأرض من سائر ،من منجد وعاثر ،لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر ) .
أما الآيات القرآن فتفيد أن الكون كلّه في رعاية الرحمان مثل:
إن الله يمسك السماوات والأرض أن لا تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا .( فاطر: 41 ) .
ومثل قوله سبحانه: إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميّت ومخرج الميّت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون* فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم .( الأنعام: 95 ،96 ) .
ومثل قوله عز وجل: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير* تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب .( آل عمران: 26 ،27 ) .
والكاهن يعتمد على الشياطين في نقل بعض الأخبار عن السماء ،والقرآن ورد بسبّ الشياطين ،فلا يعقل أن يكون بإلهامهم ،والقرآن الكريم فيه لفتات ليس من طبيعة البشر أن يلتفتوها ،مثل التعبير عن العلم الشامل الدقيق اللطيف ،في قوله تعالى: وعنده ،مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين .( الأنعام: 59 ) .