/م5
المفردات:
سماوات طباقا: متطابقة بعضها فوق بعض ،كالقباب من غير مماسة .
نورا: منوّرا لوجه الأرض في الظلام .
الشمس سراجا: مصباحا مضيئا يمحو الظلام .
التفسير:
15 ،16- ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا* وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا .
ألم تشاهدوا بأعينكم نعم الله تعالى فوقكم: هذه السماوات الممتدة امتدادا بعيدا ،وهي محكمة البناء ،وأيضا متطابقة ،كل سماء فوق الأخرى ،وكل سماء طبق الأخرى أيضا من غير مماسة ،وهي في غاية الإحكام والإتقان .
قال تعالى: ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت ...( الملك: 3 ) .
وقد جعل الله القمر نورا يضيء الليل ،ويمكّن الناس من أداء مهامهم في البرّ والبحر والجوّ .
وجعله متدرجا ،فيبدأ هلالا صغيرا ،ثم يكبر إلى أن يصير بدرا كامل الاستدارة ،ثم يتناقص حتى يعود هلالا صغيرا ،ثم يستتر ليلة أو ليلتين ،وذلك لنعرف عدد السنين والحساب .
قال تعالى: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ...( البقرة: 189 ) .
وجعل الله الشمس والقمر سراجا مضيئا يستضيء به أهل الدنيا ،والسراج ما كان ضوءه من ذاته كالشمس ،والمنير ما استمد نوره من غيره كالقمر ،وهذا من إعجاز القرآن ،أنه عبّر الشمس بالسراج ،وعن القمر بالنور .
وقد تقرر في علم الفلك أن نور الشمس ذاتي فيها ،ونور القمر عرضي مكتسب من نور الشمس ،فسبحان الذي أحاط بكل شيء علما ،وقد أنزل هذا القرآن على نبي أمّيّ ،وأنزله بهذه الدّقة التي تبين أنه ليس من تأليف بشر ،ولكنه تنزيل من حكيم عليم .
ونحو الآية قوله تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء نورا وقدّره ،منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ،ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصّل الآيات لقوم يعلمون .( يونس: 5 ) .