/م25
المفردات:
تبارا: هلاكا ،ويعدّى بالتضعيف فيقال: تبّره الله ،إذا أهلكه .
التفسير:
27- رب اغفر لي ولولديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا .
تختم السورة بهذه الآية الكريمة ،وهي ترنيمة دعاء من نبيّ صالح .
رب اغفر لي .
فالرسول بشر ،في حاجة إلى مغفرة الله وستره توفيقه ،ثم دعاء لوالديه ،وبرّ المؤمن بوالديه من أصول الأديان .
ثم دعاء لكل من دخل بيته مؤمنا ،مشتركا معه في حقيقة الإيمان .فبين المؤمنين أخوة عامة ،ورحم يجب أن توصل ،لذلك ختم دعاءه بقوله:
وللمؤمنين والمؤمنات .
أي: واغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات ،وذلك يدل على سرّ عجيب ،وآصرة قوية تربط بين المؤمنين والمؤمنات ،مهما تباعد الزمان أوالمكان ،فإن أخوّة الإيمان بالله أصرة قوية ،ورباط وثيق بين المؤمنين من عهد آدم إلى قيام الساعة .
ولا تزد الظالمين إلا تبارا .
أي: أهلك هؤلاء الظالمين لأنهم عقبة في سبيل دعوة الإيمان والخير .
وقد استجاب الله دعاءه فأغرق الظالمين ،ونجى المؤمنين .
وسجّلت السورة كفاح هذا النبي الكريم ،والرسول الصابر الذي لوّن في أسلوب دعوته ،وصبر وصابر ،ليكون قدوة وأسوة للدعاة والهداة .والله ولي التوفيق .
***
وكان ختام تفسير سورة ( نوح ) مساء الجمعة 28 من ذي الحجة 1421ه ،الموافق 23 من مارس 2001م .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
i في ظلال القرآن ،الجزء 29 ص301 .
ii انظر تفسير ابن جرير ،وتفسير ابن كثير .
iii تفسير المراغي ،الجزء 29 ص ( 87 ،88 ) .