14- علمت نفس ما أحضرت .
وهذه الجملة جواب لكل ما تقدم من أول السورة ،أي: إذا انتهى ضوء الشمس والنجوم ،وسيرت الجبال من أماكنها ،وعطلت العشار ،وحشرت الوحوش ،وصارت البحار نار الله الكبرى ،واقترن الأخيار بالأخيار والفجار بالفجار ،وسئلت المقتولة ظلما بأي ذنب قتلت ،وإذا تطايرت صحف الأعمال ،وإذا أزيل الغطاء الذي فوقنا فلم تبق فوقنا سماء ،بل لم يبق فوق ولا تحت ،وإذا توقّدت النار واشتد لهيبها ،وإذا قرّبت الجنة من أهلها ،عند حدوث هذه الأشياء السابقة ستجد كل نفس عملها حاضرا مشاهدا ،وستجد الثواب والعقاب موضحا لهذا العمل .
والمراد: اعلموا وأخلصوا في دنياكم ،فستجدون ذلك أمامكم يوم القيامة .
قال تعالى: يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذّركم الله نفسه والله رءوف بالعباد .( آل عمران: 30 ) .