وبعد أن حذّر المكذّبين المعاندين وأنذرهم بعقاب الفجّار في نار لاهبة- أخذ يبشّر المؤمنين المتقين بالجنة .لقد أذعنوا للحق دون شك أو ارتياب ،وعملوا الأعمال الصالحة الطيبة ،فبشّرْهم يا محمد بما يسرهم ويشرح صدروهم: لقد أعدّ الله لهم عنده جنات ،تتخللها الأنهار الجارية ،تنساب تحت أشجارها وبين قصورها ،وكلّما نالوا رزقاً من بعض ثمارها ،قالوا هذا شبيه ما رزقنا الله في الدنيا من قبل .ومع أن الثمرات التي ينالونها إذ ذاك تتشابه في الصورة والشكل والجنس مع مثيلاتها في الدنيا ،فهي تتمايز عنها في الطعم واللذة .ولهم في الجنة زوجات رضيّات ،مطهرات من الخبث والدنس ،هن أرفعُ من المكر والكيد ومساوئ الأخلاق .هناك سيبقون في الحياة الخالدة ،ويعيشون في النعيم المقيم .