ومن هؤلاء اليهود أميّون جهلة ،لا يعرفون شيئاً ،ولا يعرفون عن التوراة إلا الأكاذيب ،تتفق مع أمانيّهم حسب ما رسمه لهم أحبارهم .
والأماني جمع: أمنيَة .وهي في الأصل ما يقدّره الانسان في نفسه ،ولذلك تطلق على الكذب ،وعلى ما يُتمنى وما يُقرأ .وعلى ذلك يكون المعنى: إنهم يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليداً من المحّرفين ،أو مواعيد فارغة سمعوها منهم ،كقولهم إن الجنة قصرٌ على اليهود وحدهم ،وأن النار لن تمسّهم إلا أياماً يتركونها بعدها إلى الجنة .
{وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} أي: وما هم إلا قوم قصارى أمرهم الظن الواهي دون علم ولا فهم .ومع هذا فهم أكثر الناس جدلاً في الحق ،وأشدهم كذباً وغرورا .