نبلوكم: نختبركم .
ثم أكد الله الأمرَ وبيّن أنه لا يَبقى أحد في هذه الدنيا فقال:{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الموت وَنَبْلُوكُم بالشر والخير فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} .
كل نفس لا بد أن تذوق الموت ،إنما نعاملكم في هذه الحياة معاملة المختبِر بما يصيبكم من شر أو خير ،ونعلم الشاكر للخير والصابر على البلاء ، إلينا مرجعُكم فنحاسبكم على أعمالكم .والكثير من الناس يصبرون على الابتلاء بالشرّ من مرضٍ أو فقر أو غير ذلك ،لكن القليل القليل منهم يصمد أمام الابتلاء بالخير ،ولا تبطره النعمة ،ويقوم بحقها خير قيام ،ويصبر على الإغراء بالمناصب والمتاع والثراء .
روى مسلم في صحيحه أن الرسول الكريم قال: «عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمنين ،إن أصابته سرّاء شَكَرَ فكان خيراً له ،وان أصابته ضرّاء صَبَرَ فكان خيرا له»