تجد تفسيرها في الآية 48 من هذه السورة ،ولا اختلاف بين النصين إلا في التتمة ،حيث قال هناك:{وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً عَظِيماً} وقال هنا:{وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} والمعنى واحد .وهنا نتعرض للتكرار في القرآن ،من جديد ،فنورد ما قاله صاحب «تفسير المنار » عند تفسيره لهذه الآية:
«إن القرآن ليس قانوناً ،ولا كتاباً فنياً ،يذكر المسألة مرة واحدة ،يرجع إليها حافظها عند إرادة العمل بها ،وإنما هو كتاب هداية ..وإنما ترجى الهداية بإيراد المعاني التي يراد إيداعها في النفوس في كل سياق يعدها ويهيؤها لقبول المعنى المراد ،وإنما يتم ذلك بتكرار المقاصد الأساسية .ولا يمكن أن تتمكن دعوة عامة إلا بالتكرار ،ولذلك نرى أهل المذاهب الدينية والسياسية الذي عرفوا سنن الاجتماع وطبائع البشر وأخلاقهم يكررون مقاصدهم في خطبهم ومقالاتهم التي ينشرونها في صحفهم وكتبهم » .