الأماني: ما يتمناه الإنسان ،وغالبا ما تكون خيالاً لا حقيقة .
ولياً: يلي أمره ويدافع عنه .
يقرر سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة قاعدة الإسلام الكبرى في العمل والجزاء ،وهي: أن ميزان الثواب والعقاب ليس موكولاً إلى الأمانّي بل إلى أصل ثابت ،وسنّة لا تتخلّف .إنه قانون تستوي أمامه الأمم ،لا يحابي أحداً ،ولا تُخرق له القاعدة .إن صاحب السوء مجزيّ بالسوء ،وصاحب الحسنة مجزيّ بالحسنة .وليس فضلُ الدين وشرفه ولا نجاة أهله أن يقول القائل منهم: إن ديني أفضل وأكمل ،فالجزاء على قدر العمل ،لا بالتمني والغرور .إنه ليس بما تتمنّون أيها المسلمون ،ولا بما يتمناه اليهود والنصارى .فالأديان لم تشرع للتفاخر والتباهي ،ولا تحصل فائدتها بمجرد الانتساب إليها دون العمل .إنما النجاة من العذاب بالإيمان والعمل الصالح .
فمن عمل عملاً سيئا يُجزَ به ،ولن يجد له وليّا غير الله يدفع عنه الجزاء ،ولا نصيرا ينقذه مما يحل به .