اليتيم: من مات أبوه وهو صغير قاصر .
حوباً كبيراً: إثما عظيما .
ظهرت العناية باليتامى في القرآن الكريم منذ أول نزول الوحي ،واستمر يوصي بهم إلى أواخر نزول القرآن .وقد وردت آيات كثيرة توصي باليتيم والمحافظة على ماله حتى جعل بعضُها من يظلم اليتيم ويقصّر في حقه كأنه يكفر بالله ويكذّب بيوم الدين .
في هذه السورة العظيمة جاءت الآيات تأمر بالمحافظة على أموال اليتامى والقيام بحقوقهم ،ثم تشدّد في التحذير من إهمال ذلك .وقد مهدت لهذه الأحكام في آيتها الأولى ،فطلبت تقوى الله ،والتقوى في الرحم ،وأشعرت الناس أنهم جميعا من نفس واحدة ،فاليتيم رحمُهم وإن كان من غير أسرتهم .
وبعد هذا التمهيد الجميل أمرَهم الله بحفظ أموال اليتامى حتى يتسلموها كاملة عندما يبلغون سنّ الرشد ،كما حذّرهم من الاحتيال في مبادلة الطيب المختار من مال اليتيم بالرديء الخبيث من أموال الوصي عليه ،أو خلط أموالكم بأموال اليتامى .وقد عبر عن هذا بالأكل{وَلاَ تأكلوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ} .فإن لجأتم إلى التحايل بالمبادلة ،أو الأكل تحت شعار الخلط ،فاعلموا{إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} أي ذنْباً عظيماً ،فاجتنبوه .