وآخرون مرجون: مؤخرون لأمر الله .
ثم جاء ذكر الطبقة الرابعة التي لم يبتَّ في أمرها ،بل وكَلَ أمرها إلى الله .
{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
هؤلاء هم القسم الأخير من المتخلفين عن غزوة تبوك ،غير المنافقين والمعتذرين والمخطئين التائبين .وقد تأخر البتُّ في أمرهم ،وكان أمرُهم موكولاً إلى الله ،لم يعلموه ،ولم يعلمْه الناس .قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة: هم الثلاثة الذين خُلّفوا وهم: مرارة بن الربيع ،وكعب بن مالك وهلال بن أميّة ،قعدوا عن غزوة تبوك كسلاً وميلاً إلى الدّعة والتمتع بطيب الثمار ،لا شكاَّ ولا نفاقا .وسيأتي ذكرهم في الآية ( 118 ) .
فهؤلاء مرجَأون لأمرِ الله: إما أن يعذّبَهم ،وإما أن يتوبَ عليهم ويغفرَ لهم .
قراءات:
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص «مُرْجَون » كما في المصحف ،وقرأ الباقون «مرجأون » وهذا في اللغة جائز يقال أرجأت الأمر وأرجيته .