المخلَّفون: الذين تخلّفوا عن الغزو .خلاف رسول الله: بعده .
بعد أن ذكر اللهُ بعض سيئات المنافقين من لمزِهم المسلمينَ في الصدقات وغيرِ ذلك ،عادَ إلى الحديث عن الذين تخلَّفوا عن القتال في غزوة تبوك ،وإلى بيان ما يجب من معاملة هؤلاء بعد الرجوع إليها .
{فَرِحَ المخلفون بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ الله وكرهوا أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله} .
لقد فرح المخلّفون من هؤلاء المنافقين بقعودهم في المدينة بعد خروج النبي ،وبمخالفتِهم أمرَه بالجهاد ،وكرِهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأرواحهم في سبيل الله إعلاء كلمة الله ونصر دينه .
{وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الحر قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} .
وكذلك أخذوا يثّبطون غيرَهم ويُغرونهم بالقعود معهم ،وقالوا لإخوانهم في النفاق: لا تنفِروا في الحر .قل لهم أيها الرسول: لو كنتم تعقِلون لعلمتم أن نار جهنم أكثرُ حرارةً وأشدُّ قسوةً من هذا الحر الذي تخافون .