ثم بيّن الله تعالى عقابهم وسوّاهم بالكافرين فقال:
{استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ} .
لقد تقرر مصير هؤلاء المنافقين حتى إن الاستغفارَ لهم وطلبَ العفو عنهم لن يجدي ،فسواءٌ إن تستغفر لهم أيها النبي أم لا ،ومهما أكثرتَ من طلب المغفرة لهم ،فلن يعفو الله عنهم ،وهذا معنى «إن تستغفرْ لهم سبعين مرة فلن يغفرَ الله لهم » فالمراد كثرة الاستغفار لا العدَد المحدد .
{ذلك بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَرَسُولِهِ والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين} .
ولقد كفر هؤلاء بالله ورسوله ،فلا أملَ في العفو والمغفرة مع الكفر والإصرار عليه ،واللهُ لا يهدي الخارجين عليه وعلى رسوله ،أولئك الذين انحرفوا عن الطريق فلم تعدْ تُرجى لهم توبة ،وفسَدت قلوبُهم فلم يعدْ يُرجى لها صلاح .