قوله تعالى:{إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} [ التوبة: 80] الآية .
إن قلتَ: لم خصّ السّبعين ،مع أنهم لا يُغفر لهم أصلا ،لقوله تعالى:{سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم} [ المنافقون: 6] ولأنهم مشركون ،والله لا يغفر أن يشرك به ؟
قلتُ: لأن عادة العرب جرت بضرب المثل في الآحاد بالسبعة ،وفي العشرات بالسبعين ،استكثاراً ولا يريدون الحصر .
فإن قلتَ: لو كان المراد ذلك ،لما خفيَ على أفصح العرب ،وأعلمهم بأساليب الكلام ،حتى قال لما أُنزلت هذه الآية: لأزيدنّ على السبعين ،لعل الله أن يغفر لهم .
قلتُ: لم يَخْفَ عليه ذلك ،وإنما أراد بما قال إظهار كمال رأفته ،ورحمته بمن بُعث إليهم ،وفيه لطف بأمته وحثّ لهم على المراحم ،وشفقة بعضهم على بعض ،وهذا دأب الأنبياء عليهم السلام ،كما قال إبراهيم عليه السلام:{ومن عصاني فإنك غفور رحيم} [ إبراهيم: 36] .