/م28
{ هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} أي في ذلك المكان -وهو موقف الحساب- أو في ذلك الوقت أو اليوم تختبر كل نفس من عابدة ومعبودة ، ومؤمنة وجاحدة ، وشاكرة وكافرة ، ما قدمت في حياتها الدنيا من عمل ، وما كان لكسبها في صفاتها من أثر ، من خير وشر ، ونفع وضر ، بما ترى من الجزاء عليه ، وكونه ثمرة طبيعية له ، لا شأن فيه لولي ولا شفيع ، ولا معبود ولا شريك .وهنالك مواقف وأوقات أخرى لا سؤال فيها ولا جدال ، تغني فيها دلالة الحال عن المقال ، ولكل مقام مقال .
{ ورُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ} أي أرجعوا إلى الله الذي هو مولاهم الحق دون ما اتخذوا من دونه بالباطل من الأولياء والشفعاء ، والأنداد والشركاء- على اختلاف الأسماء- كما ثبت في الآيات الكثيرة كقوله:{ إلى الله مرجعكم}{ إلى ربكم مرجعكم}{ إلى ربهم مرجعهم}{ وإلى ربهم مرجعهم}{ وإلى الله المصير}{ وإليه المصير} .
{ وضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} أي وضاع وذهب عنهم ما كانوا يفترونه عليه من الشفعاء والأولياء ، فلم يجدوا أحدا ينصرهم ولا ينقذهم{ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله} [ الانفطار:19] .
/خ30