وقوله:( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ) أي:ولو أنزلنا مع الرسول البشري ملكا ، أي:لو بعثنا إلى البشر رسولا ملكيا لكان على هيئة رجل لتفهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه ، ولو كان كذلك لالتبس عليهم الأمر كما يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة البشري ، كما قال تعالى:( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ) [ الإسراء:95] ، فمن رحمة الله تعالى بخلقه أنه يرسل إلى كل صنف من الخلائق رسلا منهم ، ليدعو بعضهم بعضا ، وليمكن بعضهم أن ينتفع ببعض في المخاطبة والسؤال ، كما قال تعالى:( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ) الآية [ آل عمران:164] .
قال الضحاك ، عن ابن عباس في [ قوله:( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا )] الآية . يقول:لو أتاهم ملك ما أتاهم إلا في صورة رجل ; لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة من النور ( وللبسنا عليهم ما يلبسون ) أي:ولخلطنا عليهم ما يخلطون . وقال الوالبي عنه:ولشبهنا عليهم .