اللبس: الستر والتغطية .
ولو جُعل الرسول ملَكاً لجُعل متمثّلاً في صورة بشرٍ ،وذلك ليستطيعوا رؤيتَه ،وسماعَ كلامه فالملائكة أرواح لطيفة لا تُرى ،ولا يمكن أن يظهروا للعيان إلا في صورة جسم بشري .ولو جاءهم ملك في صورة بشر لاعتقدوا أنه بشر مثلهم ،وحينئذٍ يقعون في اللَّبس والخطأ الذي يتخبطون فيه الآن .
وقد ذكر الإمام البخاري في تفسير «قضاء الأمر » عدةَ وجوه:
- إن سنة الله قد جرت بأن أقوام الرسل إذا اقترحوا آية ثم لم يؤمنوا بها بعد أن جاءتهم ،عذّبهم الله عذاب الاستئصال .والله لا يريد أن يستأصل هذه الأمة التي بعث فيها خاتم رسله نبي الرحمة{وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} .
- إنهم لو شاهدوا الملَك بصورته الأصلية لماتوا من هول ما يشاهدون .
- إنهم اقترحوا ما لا يتوقّف عليه الإيمان ،فلو أُعطوه ولم يجدِ ذلك معهم نفعا ،دلّ ذلك على منتهى العناد الذي يستدعي الإهلاك وعدم الإمهال ...