قوله تعالى : { إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي } ، يحتمل وجهين ، أحدهما : إني أحببتُ حُبَّ الخير الذي يُنال بهذا الخيل فشُغِلت به عن ذكر ربي ، وهو الصلاة التي كان يفعلها في ذلك الوقت ، ويحتمل : إني أحببت حب الخير ، وهو يريد به الخيل نفسها ، فسماها خيراً لما يُنال بها من الخير بالجهاد في سبيل الله وقتال أعدائه ، ويكون قوله : { عَنْ ذِكْرِ رَبِّي } معناه أن ذلك من ذِكْرِي لربي وقيامي بحقه في اتخاذ هذا الخيل .
قوله تعالى : { حَتَّى تَوَارَتْ بِالحِجَابِ } رُوي عن ابن مسعود : " حتى توارت الشمس بالحجاب " . قال أبو بكر : وهو كقول لبيد :
حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَداً في كَافِرٍ***وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَا
وكقول حاتم :
أَماوِيَّ ما يُغْني الثَّراءُ عَنِ الفَتَى***إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْماً وضَاقَ بها الصَّدْرُ
فأضمر النفس في قوله : " حشرجت " . وقال غير ابن مسعود : " حتى توارت الخيل بالحجاب " .