قال تعالى : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ } فألقى عليهم النعاس في الوقت الذي يطير فيه النعاس بإظلال العدو عليهم بالعدة والسلاح وهم أضعافهم . ثم قال : { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } يعني من الجنابة ؛ لأن فيهم من كان احتلم وهو رجز الشيطان لأنه من وسوسته في المنام { وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ } بما صار في قلوبهم من الأمنة والثقة بموعود الله { وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ } يحتمل من وجهين ، أحدهما : صحة البصيرة والأمن والثقة الموجبة لثبات الأقدام ، والثاني : أن موضعهم كان رملاً دهساً لا تثبت فيه الأقدام فأنزل الله تعالى من المطر ما لبّد الرمل وثبت عليه الأقدام ؛ وقد رُوي ذلك في التفسير .