قوله تعالى : { وأَسَرُّوهُ{[1458]} بِضَاعَةً } ، الآية :[ 19 ] : قال ابن عباس : أسرّه إخوته وكتموا أنه أخوهم ، وبايعهم يوسف على ذلك الكتمان لئلا يقتلوه .
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما ، أنه قضى في اللقيط أنه حر ، وقرأ : { وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيِه مِنَ الزَّاهِدِيِنَ } ، الآية :[ 20 ] .
وروى الزهري عن سفيان بن أبي جميل قال : وجدت منبوذاً على عهد عمر ، فقال رحمه الله : عسى الغوير بؤساً ، فقيل إنه لا يتهم ، فقال : هو ذاك ولاه أبي ولايته إذ هو حر الأصل في الظاهر .
ومعنى قوله لعل الغوير بؤساً : الغوير تصغير غار ، وهو مثل : معناه : عسى أن يكون البائس جاء من قبل الغار ، فإنهم غمزوا الرجل . وقال : عسى أن يكون الأمر جاء من قبلك في هذا الصبي اللقيط ، وأن يكون من مغالك ، فلما شهد وآله بالستر أمره بإمساكه ، وقال ولاؤه لك ، أي إمساكه والولاية عليه .
قوله تعالى : { وكَانُوا فِيِهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } ، الآية :[ 20 ] : قيل إن إخوته كانوا في الثمن من الزاهدين ، فإن ما كان من أبيهم ألا يغيبوه عن وجه أبيه .