قوله تعالى : { تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإذنِ رَبِّهَا } ، الآية :[ 25 ] :
روي عن ابن عباس أنه قال : غدوة وعشية ، ولعله أخذ ذلك من قوله تعالى : { فَسُبْحَانَ اللهِ حينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ{[1467]} } ، وعن ابن عباس رواية أخرى أنه قال : هي النخلة تطعم في كل ستة أشهر . {[1468]}
وعن علي أنه قال : الحين سنة .
وقال ابن المسيب{[1469]} : الحين شهران من حين تصرم النخل إلى حين تطلع ، وروي عنه أنه قال : النخلة لا يكون فيها أكلها إلا شهران ، وقال تعالى : { لَيَسْجُنُنّهُ حَتّى حِين{[1470]} } : وعنى به ثلاث عشرة سنة ، وقال تعالى : { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين{[1471]} } : يوم القيامة .
وعن عكرمة أن رجلاً قال : إن فعلت كذا وكذا إلى حين فغلامه حر ، فأتى إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن ذلك ، فسألني عنها فقلت : إن من الحين حين لا يدرك قوله تعالى : { وإنْ أَدْرِي لَعَلّهُ فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ إلَى حِينٍ{[1472]} } ، فأرى أن يمسك ما بين صرام النخل إلى حملها ، فأعجبه ذلك .
وبالجملة : للحين مصارف ، ولم ير للشافعي تعيين مصرف من هذه المصارف ، لأنه لم يوضع في اللغة لمعنى معين ، والذي ذكره أبو حنيفة من تقييد الحين في الحلف بستة أشهر اتباعاً لعكرمة تحكم ، وتخصيصه بإدراك النخل لا مأخذ له فلا معنى لاعتباره .