قوله تعالى : { اتّقوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ }{[617]} الآية [ 102 ] : قد قيل إنه منسوخ ، لأن حقه تعالى يقتضي القيام بحقوق الله في حالة الأمن والخوف وترك التقية فيها ، ثم نسخ حالة التقية بقوله : { ما استَطَعتم } .
فيقال لهذا القائل : هو عند الإكراه مستطيع ، فيقول : إذا عظمت المشقة يحسن أن يقال : هو غير مستطيع كما قال تعالى : { وكانوا لا يَسْتَطيعونَ سَمْعا{[618]} } ، ويقال لهم : ما معنى حق تقاته إلا امتثال أمر الله تعالى على نحو ما أمر ؟ وإلا فقد تعالى الله عن الغرض في عبادتنا ، وإنما يتقي معاصي الله خوفاً من عقوبته لترك الأمر ، فلا بد من تأمل الأمر ، فكل من امتثل أمر الله تعالى فقد أتقاه حق تقاته ، فعلى هذا لا نسخ فيه{[619]} .