قوله تعالى : { ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَري لَهْوَ الحَدِيثِ } ، الآية :[ 6 ] .
قال ابن عباس : هو الغناء ، والله الذي لا إله إلا هو يردها ثلاث ، ومثله عن مجاهد وزاد فيه : هو الغناء والاستماع إليه .
وقال الحسن : هم الكفر والشرك ، وأنهم يضلون عن سبيل الله بغير علم .
وتأوله قوم على الأحاديث التي يتلهى به أهل الباطل واللعب ، وذلك أن المعنيّ بذلك ، النضر بن الحارث ، الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه قد كان يشتري كتباً فيها أحاديث الفرس ، فكان يتلهى بها في مجالسهم ويجعلها كالمعارضة للقرآن .
وهذه الأقوال أليق بالظاهر ، لأن الغناء لا يطلق عليه الوصف بأنه حديث ولا إضلال ، وإنما يطلق ذلك على الأحاديث الكاذبة الجارية مجرى القدح في القرآن ، على ما روي فيما كان يتعاطاه النضر بن الحارث ، فمن هذا الوجه يدل على أن الإقدام على كل قوم بغير علم لا يحسن ، لأن الله تعالى قبح ذلك من حيث إنه كان إقداماً بغير علم{[1602]}