قوله تعالى : { كُونُوا قَوَامِينَ } - إلى قوله - { لاَ يَجرِمَنّكُم شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَنْ لاَ تَعْدِلُوا } الآية [ 8 ] : دل صدر الآية على وجوب القيام لله تعالى بالحق ، وكل ما يلزمنا القيام به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وقوله تعالى : { شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ } ، أي بالعدل ، ويحتمل أن تكون هذه الشهادة لأمر الله تعالى أنه حق ، ودل سياق الآية عليه .
قوله تعالى : { وَلاَ يَجْرِمَنّكُم شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَنْ لاَ تَعْدِلُوا } : أبان به بأن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليهم ، وأن يقتصر بهم على المستحق من القتل والأسر ، وأن المثلة بهم غير جائزة ، وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا وغمرنا بذلك ، فليس لنا أن نقابلهم بمثله قصداً لإيصال الغم والحزن إليهم ، وإليه أشار عبد الله بن رواحة في القصة المشهورة بقوله : " حبي له وبغضي لكم لا يمنعني من أن أعدل فيكم{[1155]} " .