قوله تعالى : { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } :
اختلف في معنى قوله تعالى : { التي هي أحسن } فقيل : قول لا إله إلا الله ، فعلى هذا يريد بعبادي جميع الخلق . وقيل المجاورة الحسنة ، قال الحسن : يرحمك الله ويغفر الله لك ، وعلى هذا يكون عبادي خاصا بالمؤمنين وتكون الآية كقوله عليه الصلاة والسلام {[9616]} : " وكونوا عباد الله إخوانا " {[9617]} ثم اختلف الذين ذهبوا إلى هذا في الآية هل هي منسوخة أو محكمة ؟ فذهب قوم إلى أنها محكمة وقالوا في معناها : إن الله تعالى أمر المؤمنين فيما بينهم بحسن الأدب وخفض الجناح وإلانة القول ونحو ذلك . وذهب قوم إلى أنها منسوخة وقالوا في معناها إنما أمر الله فيها المؤمنين بإلانة القول للمشركين بمكة أيام المهادنة . وسبب الآية أن {[9618]} عمر بن الخطاب شتمه بعض الكفرة فسبه عمر وهم بقتله فكاد أن يثير فتنة فنزلت الآية ثم نسخت بآية القتال {[9619]} . والقول في قوله تعالى : { وما أرسلناك عليهم وكيلا } [ الإسراء : 54 ] كالقول في هذه .