وقوله تعالى : { إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا } :
اختلف المفسرون هل هذا في الصلاة أم لا ؟ فقال الحسن إنه في الصلاة ، وقيل {[9676]} في غير الصلاة . واختلف هؤلاء في المراد بآيات الرحمن . فقال الأصم {[9677]} : المراد بآيات الرحمن كتبه المتضمنة لتوحيده وحججه ، وأنهم كانوا يسجدون عند تلاوتها ويبكون عند ذكرها . وروي عن ابن عباس أن المراد بها القرآن خاصة وأنهم كانوا يسجدون ويبكون {[9678]} عند تلاوته . ففي قوله هذا دلالة على أن القرآن هو الذي كان يتلى على جميع/ الأنبياء ، ولو كان كذلك لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مختصا بإنزاله عليه . واحتج الرازي بهذه الآية على وجوب سجود القرآن على المستمع والقارئ . قال أبو الحسن : وهذا بعيد لأن هذا الوصف شامل لكل آية من آيات الله تعالى وهي طريقة الأنبياء من تعظيم الله تعالى وتعظيم آياته فلا دلالة فيه على وجوب ذلك عند سماع آيات مخصوصة . وإذا قلنا إن الآية معناها في الصلاة ففيها دلالة على وجوب {[9679]} السجود في الصلاة وجواز البكاء فيها وأنه لا يفسد الصلاة ، فتدبره {[9680]} .