83- وقوله تعالى : { وقولوا للناس حسنا } |البقرة : 83| .
اختلف العلماء في هذه الآية هل هي منسوخة أو محكمة ؟ فذهب قتادة إلى أنها منسوخة بآية السيف{[225]} . وهذا يتجه على القول بأنا مخاطبون بشرع من قبلنا . وقال أبو محمد بن عطية{[226]} : هذا على أن هذه الأمة خوطبت بهذا اللفظ في صدر الإسلام ، وأما الخبر عن بني إسرائيل ، وما أمروا فلا نسخ فيه . وهذا كلام مختل{[227]} عند من تأمله . وذهب غيره إلى أنها محكمة واختلفوا في التأويل ، فقال سفيان الثوري : مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر وقال أبو العالية : المعنى قولوا لهم الطيب من القول{[228]} ، وحاوروهم بأحسن ما يحبون أن يحاوروا به . وهذا حض على مكارم الأخلاق . وقال ابن جريح : المعنى أعلموهم بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم . وقال ابن عباس : المعنى قولوا لهم لا إله إلا الله ومروهم بها{[229]} . وقال أبو الحسن{[230]} : يجوز أن يكون في الدعاء إلى الله ويجوز أن يكون مخصوصا بالمسلمين أي يعني بقوله : { للناس } في{[231]} المسلمين فلا يتجه النسخ فيه على هذا الوجه وقد تقدم القول على قوله : { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } |البقرة : 83| وذكر أبو بكر ابن العربي{[232]} قولا آخر أن الآية على عمومها ويكون إحسان القول للكافر والمجاهر بالمعاصي مع الخوف فيدفع الإنسان عن نفسه بالقول الحسن ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق ثمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة " {[233]} . وعلى ما قدمنا جاء قوله تعالى : { قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } |طه : 44| .