– قوله تعالى : { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ( 33 ) } :
اختلف في هذه الآية هل هي عامة أو خاصة ؟ فمن الناس من حملها على عمومها منهم الحسن {[10442]} قال : والمراد من : { دعا إلى الله } تعالى وإلى طاعته من الأنبياء والمؤمنين . وذهب جماعة إلى أنها في النبي صلى الله عليه وسلم وخصصوا الآية{[10443]} . وذهب ابن أبي حازم {[10444]} وعائشة وعكرمة إلى أنها نزلت في المؤذنين . قال ابن أبي حازم وابن عباس : { وعمل صالحا } هو الصلاة بين الأذان والإقامة ومعنى هذا – والله تعالى أعلم – أن المؤذنين{[10445]} داخلون في عمومها لا أنها خاصة بهم لأنها إنما نزلت بمكة والأذان إنما كان بالمدينة بلا خلاف . وقد قال الفضيل بن رفيدة : كنت مؤذنا في أصحاب ابن مسعود فقال لي عاصم بن هبيرة : إذا أكملت الأذان فقل إني من المسلمين ، ثم تلا الآية {[10446]} واستدل بعضهم بهذه الآية على أنه جائز أن يقول المسلم : أنا مسلم بلا استثناء ، خلافا لمن كره ذلك .