– قوله تعالى : { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } :
اختلف في الآية هل هي منسوخة أو محكمة ؟ فذهب أكثر الناس إلى أنها منسوخة ، وأنها نزلت في صدر الإسلام يأمر الله تعالى بها المسلمين أن يتجاوزوا عن الكفار وأن لا يعاقبوهم بذنب ، بل يأخذون أنفسهم بالصبر لهم . وبقي الأكثر كذلك حتى نسخ بآية القتال . وذهب قوم إلى أنها محكمة ، قالوا والآية تتضمن الغفران عموما ؛ لأنها يراد بها الخصوص كالأمور المحقرة من الجفاء ونحو ذلك . والعفو عن هذه أقرب للتقوى . وقال ابن عباس لما نزلت : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } [ البقرة : 245 ] قال فنحاص اليهودي : احتاج رب محمد ، فأخذ عمر سيفه ومده ليقتله ، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : " إن ربك يقول : { قل للذين آمنوا يغفروا } " . فهذا احتجاج بها مع قدم نزولها . وذكر بعضهم أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بمكة لما أراد أن يبطش بمشرك شتمه {[10478]} .