– قوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله . . . } إلى قوله تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه . . . . . } .
سبب قوله تعالى : { ما قطعتم من لينة } الآية أن بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام جعلوا يقطعون نخل بني النضير ويحرقونه . فقال بنو النضير : ما هذا الإفساد يا محمد ، وأنت تنهى عن الفساد ؟ فكف بعض أصحابه لذلك ، وذلك في صدر الحرب معهم . فنزلت الآية رادة على بني النضير وأن ما كان من ذلك فبإذن الله تعالى {[10672]} . واللينة : قال مجاهد : كل نخلة لينة . وقيل هي كرام النخل ، وقيل هي ما عدا العجوة {[10673]} ، وقال بعضهم : نهى بعض المهاجرين عن القطع فنزلت الآية بتصويب الرأيين في القطع ثم الترك . وهذا يدل على أن كل مجتهد مصيب وإن كان ذلك يبعد مع وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعويل في الجواز إنما هو على أنه رأى ذلك فأقره . وقد اختلف الناس في قطع شجر المشركين وتخريب بلادهم . فأجازه الجمهور وكرهه الجماعة وتأولوا على ذلك حديث أبي بكر المشهور في توجيهه الجيش إلى الشام ووصيته إياهم {[10674]} ، وحكي عن الشافعي أنه قال : يحرق الشجر المثمر والبيوت إذا كانت لهم معاقل وكره تحريق الزرع والكلأ . والحجة لقول الجمهور ظاهر الآية وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم على تحريق نخل بني النضير .