قوله تعالى : { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه } :
اختلف فيما تقتضيه هذه الآية من عموم النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هو محكم أو منسوخ ؟ فذهب جماعة إلى أنه كان ذلك خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأما اليوم فلا يلزم ذلك ، وهو قول قتادة . وقيل بل كان النفير واجبا على الأمة كلهم لضعف الإسلام ثم نسخ ذلك لقوة الإسلام بقوله تعالى : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } {[9285]} [ براءة : 122 ] قوله تعالى : { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا } .
لفظ عام في كل ما يصنع مما يؤذيهم . واختلف في الزنا بنساء أهل الحرب فلم يجزه الجمهور لعموم الظواهر الواردة في ذلك من القرآن والسنة وأجازه أبو حنيفة ومحمد ، وبعض الناس يحتج لذلك بهذه الآية : { ولا ينالون من عدو نيلا } إلا كتب لهم بها عمل صالح ، وهو احتجاج ضعيف . وقال أبو الحسن : استدل قوم بهذه الآية على أن وطأ ديارهم إذا جعل بمثابة النيل منهم والأخذ لأموالهم والقتل لهم والأسر فإن الفارس يستحق سهم الفرس بدخول أرض الحرب لانحيازه الغنيمة وذلك أن وطأ ديارهم يدخل الذل عليهم كما تدخله تلك الأشياء ولذلك قال علي رضي الله تعالى عنه : ما وطئ قوم في عقر ديارهم إلا ذلوا {[9286]} .