/م94
هل يمكن التصديق بأنَّ هذه المهمّة والمنزلة الرفيعة تقع على عاتق الإِنسان ...ثمّ والكلام للمشركينألم يكن الأُولى والأجدر أن تقع هذه المهمّةوهذه المسؤوليةعلى عاتق مخلوق أفضل كالملائكة - مثلاكي يستطيعوا أداء هذه المهمّة بجدارة ...إِذ أين الإِنسان الترابي والرسالة الإِلهية ؟!
إِنَّ هذا المنطق الواهي الذي تحكيه الآية على لسانِ المشركين لا يخص مجموعة أو مجموعتين مِن الناس ،بل إِنَّ أكثر الناس وفي امتداد تأريخ النّبوات قد تَذَرّعوا به في مقابل الأنبياء والرُسُل .
قوم نوح( عليه السلام )مثلاكانوا يعارضون نبيّهم بمثل هذا المنطق ويصّرحون: ( ما هذا إِلاَّ بشرٌ مِثلكم ) كما حَكَت ذلك الآية ( 24 ) مِن سورة المؤمنون .
أمّا قوم هود فقد كانوا يُواجهون نبيّهم بالقول: ( ما هذا إِلاَّ بشرٌ مِثلكم يأكل ممّا تأكلون مِنهُ ويشرب مما تشربون ) كما ورد في الآية ( 33 ) مِن سورة المؤمنون .ثمّ أضافت الآية ( 34 ) مِن نفس السورة قولهم: ( ولئن أطعتم بشراً مثلكم إِنكم إِذاً لخاسرون ) .
نفس هذه الذريعة تمسّك بها المشركون ضد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمام دعوة الإِسلام التي جاءَ بها ،إِذ قالوا: ( ما لهذا الرّسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إِليه ملك فيكون معهُ نذيراً ){[2252]} .
/خ95