الآية التالية قصيرة العبارة وافرة المعنى ،تجيب على كثير من الأسئلة المطروحة في حقل القصاص ،ويقول: ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الاَْلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .
هذه الآية بكلماتها العشر ،تضع الإِطار العامببلاغة وفصاحة متناهيتينللقصاص في الإِسلام ،وتبين أن القصاص ليس انتقاماً ،بل السبيل إلى ضمان حياة النّاس .
إنه يضمن حياة المجتمع ،إذ لو انعدم حكم القصاص ،وتشجّع القتلة القساة على تعريض أرواح النّاس للخطركما هو الحال في البلدان التي ألغت حكم القصاصلارتفعت إحصائيات القتل والجريمة بسرعة .
وهو من جهة أخرى ،يصون حياة القاتل ،بعد أن يصدّه إلى حدّ كبير عن ارتكاب جريمته .
كما أنه يصون المجتمع بجعله قانون المماثلة من الانتقام والإِسراف في القتل على طريقة التقاليد الجاهلية التي تبيح قتل الكثير مقابل فرد واحد .وهو بذلك يصون حياة المجتمع .
ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن القصاص مشروط بعدم العفو عن القاتل ،فهذا الشرط نافذة أمل للحياة أيضاً بالنسبة للقاتل .
وعبارة ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) تحذير من كل عدوان لتكميل هذا الحكم الإِسلامي العادل الحكيم .
/خ179