سبب النّزول
حدث خلاف بين صهر أحد الصحابة وابنته ،وهذا الصحابي هو «عبد الله بن رواحة » حيث أقسم أن لا يتدخّل في الإصلاح بين الزّوجين ،فنزلت الآية تنهى عن هذا اللّون من القسم وتلغي آثاره .
التّفسير
لاينبغي القسم حتّى الإمكان:
كما قرأنا في سبب النّزول أنّ الآيتين أعلاه ناظرتان إلى سوء الاستفادة من القسم ،فكانت هذه مقدّمة إلى الأبحاث التالية في الآيات الكريمة عن الإيلاء والقسم وترك المقاربة الجنسيّة .
في الآية الأولى يقول تعالى ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبرّوا وتتقوا وتُصلحوا بين النّاس والله سميع عليم ){[343]} .
( الأيمان ) جمع ( يمين ) و ( عُرضة ) بضم العين ،تقال للبضاعة وأمثالها التي تعرض أمام الناس في السوق .وقد تطلق العُرضة على موانع الطريق لأنّها تعترض طريق الإنسان .
وذهب البعض إلى أنّ المراد بها ما يشمل جميع الأعمال ،فالآية تنهى عن القسم بالله في الأمور الصغيرة والكبيرة وعن الاستخفاف باسمه سبحانه ،وبهذا حذّرت الآية من القسم إلاّ في كبائر الأمور ،وهذا ما أكّدت عليه الأحاديث الكثيرة ،وقد روي عن الصادق ( عليه السلام ) ( لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فإنّ الله سبحانه يقول: ( ولا تجعلوا الله عُرضة لأيمانكم ) ){[344]} .
وهناك أحاديث متعدّدة وردت في هذا المجال{[345]} .
ولو أخذنا سبب نزول الآية بنظر الاعتبار يكون مؤدّاها أنّ القسم ليس بعمل مطلوب في الأعمال الصالحة ،فكيف بالقسم بترك الأعمال الصالحة ؟ !